تيتان، جاغوار، ميرا، زاين، هوبر و فولكان كلها أسماء لأجهزة حواسيب خارقة تصل سرعة معالَجَتِها للبيانات 17 PFlops/s و Pflop هي وحدة قياس تساوي مليار مليون عمل في الثانية أي واحد و خلفه خمس عشرة صِفراََ !. حواسيب كهذه لن تجدها معروضة للبيع بل لن تجدها حتى في مختبرات الجامعات و مراكز البحث العادية لكن تتفرد بإمتلاكها م نظمات علمية و وكالات حكومية وذلك لكلفتها الباهضة التي تصل إلى عشرات ملايين الدولارات و الصيانة الدورية التي تحتاج لها.أما الهدف من بناء حواسيب بهذه القوة و التكلفة هو القيام بوظائف لا يمكن للحواسيب العادية القيام بها كمحاكات تغيرات المناخ و التنبؤ بالطقس أو محاكات الأنظمة البيولوجية من أجل تسهيل دراسة ظواهرها أو فك شفرات تحتاج الحواسيب العادية لمئات السنين من أجل فكها.
الحوسبة العنقودية Cluster Computing ؟ ظهرت هذه المعمارية في ستينات القرن الماضي بسبب الحاجة الشديدة إلى قدرة حاسوبية أكبر. عن طريق تجميع عدد من الحواسيب، كل جهاز يسمى عقدة Node و جعلها تعمل كأنها كيان واحد و الإستفادة من قدراتها مجتمعة حيث يقسم العمل الواحد على جميع العقد، هكذا صار بالإمكان التغلب على المشاكل التي تواجه الباحثين بسبب ضعف موارد أجهزة الحاسوب آنذاك ، و مع تطور شبكات الكومبيوتر و ظهور بروتوكول TCP/IP و الطفرة التي حدثت في عالم المعالجات تطورت معها الحوسبة العنقودية فصار تدفق البيانات في الشبكة والتواصل بين العقد أسرع و أصبح بالإمكان إضافة عدد أكبر من العقد كما صارت كل عقدة في حد ذاتها حاسوباََ ذو إمكانيات هائلة من حيث سرعة المعالج و الذاكرة.
أهداف المشروع: الهدف الحقيقي من هذا المشروع ليس محاولة بناء حاسوب خارق أو منافسة حاسوب مثل Titan تصل سرعته إلى حوالي 20 PFlop/s و مجهز بـ 18688 عقدة تحتوي كل عقدة على ذاكرة بسعة 32 Gb و بتكلفة أولية بلغت 60 مليون دولار بتمويل من وزارة الطاقة الأمريكيةإنما الهدف من هذا هو بناء مشروع منخفظ التكلفة نسبيا و يكون مصدرا لإلهام الطلبة و المطورين من ولوج عالم الأنظمة الحاسوبية المعقدة و عيش تجربة الحوسبة العنقودية Cluster Computing.