في الحقيقة لم أتمكن من العثور على ترجمة متفق عليها باللغة العربية لهذا المصلح التقني لذا يمكن أن نطلق عليها واجهات تفاعل حاسوبية-بشرية أو واجهات تفاعل حاسوبية-دماغية أو واجهات تفاعل آلة-عقل لكن لا تقلق، هذا اللبس سيزول بمجرد تعرفك على مبدأ عمل هذه التقنية المثيرة.

Brain-Computer Interfaces أو BCI إختصارا ،ظهرت هذه التقنية أساساََ لمساعدة مرضى الشلل الحركي على القيام بوظائف حركية عن طريق أوامر يصدرونها بأدمغتهم أي دون الحاجة إلى إستعمال إحدى أطراف الجسم ثم سرعان ما تطورت هذه التقنية لتشمل الكثير من المجالات كالتحكم الذهني و الألعاب..إلخ و ببساطة BCI هي حواسيب تقوم بدور الوسيط بين العقل البشري و بين آلة أخرى كمحرك أو حاسوب . نعلم جميعاََ أن الدماغ يصدر مجموعة مختلفة من الإشارات ، تقوم BCI بإستقبال هذه الإشارات بالإعتماد على تقنية أخرى تسمى تخطيط الموجات الدماغية (Electroencephalography) فيتم إستقبال الإشارات الكهربائية الصادرة من الدماغ عن طريق أقطاب مُستشعرة Electrodes تثبت بالرأس ثم تقوم BCI بفرز الإشارات حسب نوعها و حسب منطقة الدماغ التي صدرت منها و بعدها يستطيع المُطور تحويلها برمجيا إلى أوامر.

رغم أن هذه التقنية المثيرة ظهرت قبل ربع قرن إلا أن إستخداماتها بقية منحصرة في الجانب الطبي حتى عام 2003 لما قامت إحدى الشركات في السويد بتطوير لعبة يتبارى فيها شخصان بأن يسجل كل واحد هدف في مرمى الآخر عن طريق دفع كرة صغيرة دون لمسها، فقط عن طريق التحكم الذهني. رغم أن العبة مسلية و تنافسية إلا أنها لم تنتشر و السبب أن ثمنها يتجاوز العشرين ألف دولار. رغم ذلك فقد كانت محاولة مشجعة جدا لإخراج تقنية BCI من إحتكار المختبرات الطبية و عيادات علماء الأعصاب. بعدها ظهرت مشاريع أخرى مثل NeuroSky، MyndPlay،Mindflex ثم Emotiv Insight. الذي يجمع هذه المشاريع أن وراء تطويرها شركات و مراكز بحث لذلك ستكون ذات إستعمال محدد أو تكون مغلقة المصدر وربما تأتي دون أدوات تطوير خاصة بهاSDK.

ما هو OpenBci ؟ هو مشروع تم تمويله على موقع KickStarter بنسبة نجاح وصلت إلى أكثر من 200% من المبلغ المطلوب، المشروع جاء بهدف إعطاء دفعة لمجال دراسة الدماغ البشري من خلال تطوير بيئة تفاعلية و مفتوحة المصدر تتيح ﻷي شخص معه جهاز حاسوب إستقبال الإشارت التي يصدرها الدماغ و يرافق هذا المشروع بناء مجتمع من العلماء و المهندسين و كل من له إهتمامات بهذا المجال. فلسفة جويل مورفي و كونور روزومانو صاحبا المشروع تتجلى في أنهما يؤمنان بأن دراسة و فهم الدماغ البشري ليست حكرا على الشركات أو المعاهد أو حتى تخصص علمي واحد بل تكون عن طريق مجتمع حر يتكون من أشخاص ذوي خلفيات علمية مختلفة يتشاركون معارفهم و خبراتهم.